بركة الفاهيتا !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتعلمون بأن تدوينتي السابقه كانت سبباً لدموع غاليه وأنا لا أعلم " أصبح كل شيء يدور حولي بدون علمي !!

حينما نضع أي كتابه بين أحرفها فلولُ فرح نتفاجأ بعكس ذلك

أعتذر للقلب النقي " وداد " ؛

وأقبل عتابك الحار أنا أعلم إن دل فإنه يدل على مدى صدقك " 

أحبك في الله صديقتي ؛

أعود للفاهيتا المباركه

البارحه قدمنا من التحفيظ بعد يوم شاق في ترتيب مخزن الدار وكنا ننتظر العشاء لكنني لا أرغبه ؛

ولدى والدتي شطيرة فاهيتا قامت بفتحها وأعطت أختي ثم قالت لها وهذه القطعه الأخرى لأختك 

ثم أعطتني كذلك

وقلت لها بأنها لذيذه " لم أقصد بذلك المزيد أو طمعاً " بل كانت هذه الكلمه إدخال السرور لقلبها

لكن قدمت لي قطعه أخرى ..

أجبت بالرفض وأنا بانتظار وجبتي لأنني لم أستطع القيام لإحضار الوجبه وقد يتطلب مني وقت طويل فقلت " أن أستغل هذه اللحظات 

في الجلوس مع والداي ثم أقوم بإعدادها لكنها رفضت وكأنها تقول " خذي وبدون أي كلمه !

بعدها نظرت إلى الساندويتش وبقي منها أقل من النصف " أكملتها أمي بقناعه وهي تردد بما معنى كلماتها بأن ذلك العمل هو عين البركه

لكن ياترى مالذي جعل والدتي تقتنع بهذا العمل الجميل الذي قلّما نجده اليوم !

أحياناً إذا تناولنا أي شيء نجد الأطفال حولنا يطلبون وهذه عادة الأطفال 

لكن نزجرهم 

أو نقولها لهم بطريقه أخرى " عشان مانعطيهم "

اطلب بأدب !

أو بعضهم عييين الشح " يقولون " والله مايكفي وأنا جوعاااانه "

لكن لننظر إلى رجال ماتوا إيثاراً وليس جاعوا أو مجرد رغبه !

حينما يقدم المسلم حاجة نفسه على حاجة غيره برغم احتياجه لما يبذله يجدد حقيقة إيمانه ويطهر نفسه من الأثره والأنانيه التي هي صفه ذميمه نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛

أقرأتم الجلباب الذي أهدته الأنصاريه في يوم شديد البرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبه رجل من الأنصار " قال :

أكسينيه " وأعطاه الرسول لأنه لم يرد سائلاً قط !

بل سمعتم عن الكافر الذي وجد كثرة الغنائم عند المسلمين وقال له الرسول أتعجبك ؟

قال : نعم .. فقال له الرسول :

هي لك !!

كلللل هذه الغنائم له وفي نهاية القصه أسلم وصرخ في قومه :

أسلموا .. جئتكم من عند خير الناس " إن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدا !

والرسول ماشبع 3 أيام متتاليه ولو شاء لشبع ولكن يؤثر على نفسه بأبي هو وأمي .

وذاك قيس ابن سعد يمرض فيتأخر عنه إخوانه وعندما يسأل عنهم يقال له : إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدين

 لم يتردد وقال بإيثار وعزة المؤمن " أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزياره "

ولم يكتفي بهذا بل أمر منادياً ينادي ( من كان لقيس عليه مال فهو في حل )

وما أمسى إلا كسرت عتبة بابه من كثرة الزياره !!!

هكذا نحن المسلمين نعطي بسخاء ونسامح بعزة المؤمن

أنا لن أقول لكم تحلّوا بصفة الإيثار أمراً !

لكن ما أجمل أن نعيش بنفوس بعييييده كل البعد عن الأنانيه والشح

وتذكروا أن الجود لن يفنيكم والبخل لن يبقيكم 

أسأل الله لكل من قرأ السعاده حتى تهنأ روحه وتقر عينه

دمتم بإيثار حتى يأتي من صنيعكم كل ماتتمنوه

آسيــه